كتب: مصطفى الهاوى - تعانى مصر من ظاهرة أطفال الشوارع منذ سنوات
عديدة، ولكن هذه الظاهرة تفاقمت فى
الأوانى الأخيرة وخاصة بعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 ثورة يونيو2013 ، نتيجة زيادة الفقر بين افراد الشعب
وسقوط الإقتصاد المصرى الى أدنى مستواياته, وهروب الاستثمار نتيجة عدم توفير بيئة مناسبة له لينمو ويزداد، بالاضافة الى حالات
الإنفلات الأمنى.
وكان
اطفال الشوارع خلال الثورتين الماضيتين هم الوقود الذى كان يستخدمة الطرف الثالث
من رموز النظام البائد أو غيرهم ممن لا
يريدون الاستقرار الى البلاد، من إجل إشعال نيران الفتنة بين طوائف الشعب، فكانوا
ضحية الإستغلال والقهر من أجل توفير سبل عيش اليهم.
وكان
لتصريحات اللواء بهاء الدين حسن ـ مساعد وزير الداخلية لمباحث رعاية
الأحداث ، حول إرتفاع عدد اطفال الشوارع الى 2 مليون طفل بعد احداث ثورة يناير
بمثابة ناقوث الخطر الذى ينذر بقرب إنفجار
قنبلة أطفال الشوارع الموقوته وذلك فى حوادث الجنح والجنايات التى زادت فى 2013 لتصل
إلى أكثر من 18 ألف جنحة وجناية ارتكبها أطفال الشوارع .
وكما اجرى مركز معلومات دعم اتخاذ القرار التابع الى مجلس الوزراء، والتى
اوضح ان ما قرابة 89%
من المواطنين، قلقون
من إزدياد ظاهرة أطفال الشوارع بالشارع المصرى، وخاصة بعد إستغلالهم خلال الفترة
الماضية فى اعمال تخريب وإعتداء على
ممتلكات الغير والدولة.
وطفل الشوارع هو طفل يتخذ من الشارع مسكن له، حيث يقضى وقته
كله او معظمه وسط أخرين من نفس النوعية، ويتراوأح اعمار هؤلاء الأطفال بين سبع
سنوات والثامنة عشر سنهويتركون بيوت اسرهم ويهربون الى
الشوارع ليقضي بعض الليالي بعيداً عن قسوة الأهل أو هرباً من الاعتداء أو الفقر.
وتتحمل
الحكومات السابقة مسئولية ما نعانيه الآ ن هذه الظاهره، نتيجة عدم إهتمامها بتحقيق العدالة الإجتماعية فى توزيع الدخول
وعدم إهتمامها بالطبقة ذات الدخل المتوسط،
وعدم سعيها الى إنشاء دور رعاية لهم دور الرعاية لهم، وكما يشكل العامل
الأسرى جانب كبير من هذه المشكلة نتيجة كثرة الإنجاب وذلك على اعتبار ان "الاولاد
رزق"، وايضا كثرة الخلافات الأسرية والتفكك
الاسىرى، وكثرة حالات الطلاق.
ويعاني أطفال الشوارع في مصر من تفشي الأمراض
فيما بينهم والتي تظهر متجلية في وجوههم الشاحبة وأجسادهم النحيلة، حيث تشير إحصائيات
المنظمات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة إلى إصابة 25 % منهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة
(الإيدز)، والتسمم الغذائي الذى يحدث للأطفال نتيجة
أكل أطعمة فاسدة انتهت صلاحيتها للاستخدام الآدمي، ولكن أطفال الشوارع يجمعونها من
القمامة ويأكلونها، و الجرب، وينتشر بين هؤلاء الأطفال الإصابه بمرض التيفود نتيجة
تناول خضروات غير مغسولة يجمعها أطفال الشوارع من القمامة أو بسبب تناول وجبة طعام
تجمَّع عليها الذباب، بالاضافة الى مرض الملاريا
نتيجة لأن أطفال الشوارع معرضون لكميات هائلة من الناموس الناقل للملاريا أثناء نومهم
في الحدائق العامة ليلاً دون أغطية تحميهم، ونتيجة عدم تنوع واحتواء الوجبات التي يأكلونها
على جميع المتطلبات الضرورية لبناء الجسم نتيجة فقرهم وعدم توفر نقود لديهم
فيصابون بالانميا وأخيرا يعانى الكثير
منهم من مشاكل فى الصدر نتيجة إستنشاق العوادم النتيجة عن السيارات وتدخينهم السجائر وتعرضهم لنزلات
البرد في الشتاء نتيجة بقائهم في الشارع.
وعلى الصعيد الصحى، فلا يجد هؤلاء الأطفال من يعالجهم من هذه الأمراض فمعظم المستشفيات ترفض تقديم العلاج لهم لعدم
وجود ضامن أو بطاقة هوية، فتضيع حياتهم نتيجة التقيد الى روتين بشرى عاجز.
ومن ناحية اخرى، حمل "الائتلاف
المصري لحقوق الطفل" الأجهزة الحكومية سوء أوضاع
الأطفال بسبب التراخي والإهمال فى غجاد حلول سرعة لمعالجة هذه المشكلة والقضاء
عليها مؤكدا ان ان اطفال الشوارع أصبحوا مستهدفين من قبل مجهولين لتفريغ الثورة الشعبية الحقيقية من
مضمونها في ظل غياب متعمد لتطبيق القانون.
وذكر الإئتلاف ان الأطفال المعتقلين منذ فض الاعتصامات المؤيدة للرئيس
المعزول محمد مرسي، ومن أمام المدارس تجاوز 300 طفل.
وأوضحت سمية الألفي، مدير
مشروع أطفال الشوارع بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، إن 76% من هؤلاء الأطفال تسربوا من التعليم لأسباب اقتصادية، و51% بسبب
عدم اهتمام الأسرة.
وقالت الألفى:" 70% من
أطفال الشوارع يزيد وجودهم بالطرقات منذ اكثر من عام"، موضحة أن تكلفة تأهيل
طفل وإقامته في مركز تصل إلى 1500 جنيه شهريا.
ومن جانب أخرى، ترى نجوى
الشيخ، كاتبة صحفية، أن حل هذه الظاهرة من
جذورها يجب ان يتم عن طريق محورين الأول يتمثل فى الحل الوقائى، من خلال منع دخول أطفال
جدد يضافون الى هذه الظاهرة وذلك عن طريق تشكيل مايسمى بمجموعة التدخل السريع فى كل
قرية وحى ومركز وتتكون هذه المجموعه من كافة الجهات المعنية بالطفل.
أما المحور الثانى يتمثل فى النزول المباشر الى هؤلاء الأطفال الى
مكان تواجدهم تحت الكبارى والاماكن
المعزوله والمهدومة بالعشوائيات، والتعامل معهم من اجل تغيير سلوكياتهم، وهنا سيكون
للجمعيات الإهلية دورا كبيلا ومن خلال تشكيلها لرحلات كشافه تضم هؤلاء الأطفال لغرس
سلوكيات وأخلاق فيهم بشكل غير مباشر وكذلك تدريبهم على الاعتماد على أنفسهم والتعامل
مع المجتمع بصورة أحسن.
وكان للمبادارة التى اطلقتها المؤسسة العسكرية
مؤخرا صدى كبير بين طوائف المجمع حيث يرها الكثير بمثابة الحل المثل للقضاء على
هذه الظاهرة تمام من خلال إجراء حصر شامل لهؤلاء الأطفال تمهيد لإلحاقهم بالمعاهد الفنية
للجيش، حيث سيتم تعليمهم مهنة أو حرفة ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين ويشعرون بالانتماء
للمجتمع من جديد.
ولذلك ستكون ظاهرة أطفال الشوارع من المشاكل
التى سيكون على رئيس مصر القادم وضع لها حلول نهائية يتم من خلال القضاء على هذه
الظاهرة، فهم بشر ومواطنون لهم حقوق يجب
ان يحصلون عليها وواجبات يجب ان يتعلمون كيفية تأديتها حتى يكون مواطنون أسوياء
لديهم القدرة على الإنتاجية وخدمة مجتمعهم.
فمن جانبه، قال عبد الفتاح السيسي، المرشح لرئاسة
الجمهورية:" الدول ذات الإقتصاد لقوى
والمستوى المعيشعة العالى لا يوجد لديها اطفال شوارع واصفا هذه بالظاهرة بالمؤلمة إنسانيا واجتماعيا
وسياسيا وأمنيا، ومشيرا الى ان حل هذه الظاهرة مرتبط بقدرة مصر الاقتصادية.
ويرى السيسي
أن الإنسان الذي أهدرت كرامته في الشارع بحاجة لبرنامج لإعادة وضعه من العدم الذي يعيش
فيه، مبينا ان هذا البرنامج لم يتم إعداده كي يتم تنفيذه لعدم وجود الأموال اللازمة له.
ومن جهة اخرى،
نجد المرشح الثانى لرئاسة الجمهورية، حمدين صباحى يستخدم هؤلاء الأطفال كأداة،
خلال حملته الإنتخابية، فنجد هؤلاء الأطفال يحملون صورة فى الميادين، ولكن ماذا
يستطيع ان يقدم لهم حمدين غذا نجح فى الإنتخابات الرئاسية القادمة؟ هل سيقضى على
هذة الظاهرة أم سينساها بعد ان إستغل هؤلاء الأطفال فى حملته؟